سوق التبتبات...مبادرة اقتصادية نسائية نجحت في استقطاب الرجال

ثلاثاء, 03/10/2023 - 11:22

 

تأسس سوق (التبتبات) - او المطلقات سابقا- بمقاطعة تبارت بالعاصمة نواكشوط قبل أقل من عقد ليتحول إلى مكان مفضل لاقتناء الأثاث المستعمل شراء وبيعا، حيث باتت تقصده السيدات الراغبات في تحويل المتاع الذي ترك لهن أزواجهن بعد حصولهن منهم على الطلاق.. إلى سيولة نقدية يصرفنها في تمويل نشاط معين. فيما تقصده سيدات أخريات لشراء فراش مناسب لبيوتهن يكون ارخص بحكم كونه مستعملا من الفراش الجديد المعروض في أبرز محلات بيع الفراش المعروفة في محلات الأثاث على شارع المختار ولد داداه بتفرغ زينه وسوق عثمان للأثاث وجناح المفروشات الملاصق لسوق  السبخة الكبير.

 

 مهنة للمطلقة: 

نشأ سوق المطلقات - كما يشاع - بمبادرة من بعض المطلقات اللاتي اتخذن قرارا جماعيا باطلاق مبادرة تجارية لتشجيع المطلقات على العمل ونبذ الكسل لإعالة أبنائهن الذين تخلى عنهم آباؤهم..وهي المبادرة التي تتمثل في بحث تلك النسوة عن مكان تتوفر فيه مجموعة من الدكاكين الصغيرة على قارعة طريق عام...لينشأ منذئذ وكالفطر السوق المعروف شعبيا الآن ب(سوق المطلقات)...وذلك بفعل سرعة الرواج لفكرته من جهة الأمر الذي جعله الوجهة المفضلة للمطلقات الراغبات في خلق نشاط مدر للدخل أو اللاتي يرغبن في بيع متاعهن لتوظيف نقوده في أغراض أخرى.

مبادرة إقامة سوق خاص بالمطلقات  نجحت رغم تحفظ المجتمع على فكرة توظيف المطلقات لمحنتهن لتحصيل عائد منها ،،وذلك بحكم تراجع الكثير عن تلك النظرة وتسويق أخرى بديلة تقوم على ضرورة دعم المبادرة ومنح الاحترام 

لمنفذاتها ممن يرغبن في تطإعالة أنفسهن وأسرهن من أنشطة مباحة.

تطور في الاسم:

بعد نجاح مبادرة سوق المطلقات واشتهار أمرها بين الناس، بل وجعل هذا السوق الوجهة المفضلة للأسر الضعيفة والمتوسطة لاقتناء فراش مستعمل فيه الجديد والفاخر.. دخلت على الخط لتطوير الفكرة سيدات من غير شريحة المطلقات قررن استثمار أموالهن في المشروع حيث فتحن بدورهن محلات لشراء الأثاث من المطلقات.

 

 

فيما توسعت السيدات المستثمرات في نشاطهن بشرائهن الأثاث من غير المطلقات وبما شجع مجموعات جديدة من الزبناء على التوجه للسوق لبيع أثاثهم لهن أو اقتناء اثاث منهن، وبما زاد من رواد السوق وزبنائه وكذا من شهرته حيث غزت مناطق جديدة من العاصمة نواكشوط.

كل ذلك جعل مساحة سوق المطلقات تتضاعف حيث انتقل عدد محلاته وفي ظرف وجيز من عدد محدود من الدكاكين إلى عشرات المحلات طول الشارع الذي احتضن اطلاق مبادرة سوق للمطلقات في مراحلها الأولى،

وقادت التغيرات التي طرأت على السوق وسمعته وعدد محلاته وأعداد زائريه بالشارع ليجيز تغيير إسم السوق من سوق المطلقات إلى سوق التبتبات، فيما شجع ذلك عدد من الرجال لفتح محلات بالسوق ومن دون ان يؤثر ذلك على التسمية الجديدة(التبتبات) التي حلت لدى الشارع محل التسمية الأولى(المطلقات)..وبما أهل تدزيجيا لإطلاق (شارع التبتبات)على الشارع الذي تقع محلات السوق على جانبيه.

 

اقتباس ومنافسة:

 اشتهار أمر سوق التبتبات ورواجه بين سكان العاصمة شجع بعض المستثمرين من الرجال أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة على فتح محلات للأفرشة على الشارع الكبير الملاصق ل(شارع التبتبات) وبواجهات كبيرة وفخمة ودكاكين مترعة بكل أنواع الفراش وموضاتها المحلية وكذا المغربية والاوربية وذلك بهدف الاستفادة من الجمهور العريض لسوق التبتات ومنافسته عليه.

في حين اسهم معطى افتتاح هذا السوق الجديد بجنب سوق التبتبات في جذب زبناء الاسواق الأخرى للأثاث في مناطق تفرغ زينه وسوق السبخة وسوق عثمان إلى السوق الجديد،،وبما جعل جمهور ا متنوعا من الراغبين في اقتناء الفراش المستعمل ومحبي جديده والموضة فيه يتوزعون على السوقين المتجاورين بما عمل على دفع البعض لتغيير خياراته السابقة بالتحول من شراء المستعمل الذي جاء له

إلى شراء المستعمل من احد السوقين او العكس.